على بالي أسعد أبو خليل الخميس 7 آب 2025 يعيشُ لبنان اليوم طَوراً جديداً من الحرب الإسرائيليّة. في ١٩٨٢، كان من المفترض أن ت
على بالي
أسعد أبو خليل
الخميس 7 آب 2025
يعيشُ لبنان اليوم طَوراً جديداً من الحرب الإسرائيليّة. في ١٩٨٢، كان من المفترض أن تقوم القوّات اللّبنانيّة بالمشاركة العسكريّة مع جيش الاحتلال.
وبالفعل، أشعلت القوات جبهة الحدث بطلب من إسرائيل ثمّ صعدت إلى الجبل لفرْض نفوذها. هذه المرّة، لم يقم طرف لبناني بالمشاركة العسكريّة مع إسرائيل، لكنْ كلّ فريق التبعيّة للخليج (بالإضافة إلى وسائل إعلام التمويل الغربي والسورسي) شارك بقوّة (مع الفاعلين على مواقع التواصل من الموظّفين في الجيش الالكتروني السعودي) في الحرب النفسيّة والتحريض المباشر والتعبئة لصالح إسرائيل.
الضغط الجاري على لبنان منبعُه تل أبيب، لكنّ السعوديّة هي التي تمارس الضغط السياسي المباشر، كما تشارك في ضخّ الوعود الكاذبة (من يصدّق أنّ السعوديّة سترمي المليارات في الاقتصاد السوري؟ اسألوا أفغانستان عن سنوات من وعود سعوديّة كاذبة بالمليارات أيضاً). الأجندة السعوديّة في لبنان هي عينها الأجندة الإسرائيليّة لكنْ بمنسوب فائض من الحماس.
السعودية والإمارات متبرّمتان من عجْز إسرائيل عن إنهاء ظاهرة حزب الله بالكامل. ويعلم النظامان (مع الراعي الصهيوني) أنّ الأيام تفيد الحزب في مسيرة بناء النفس وترميم التنظيم.
لهذا، فإنّ الهدف من التهويل والتخويف النفسي (خصوصاً من أخبث محطّة عاملة اليوم، وهي «الجديد» التي باتت بوقاً للّوبي الإسرائيلي في واشنطن) هو ضعضعة صفوف الشيعة ككلّ ومحاولة زرْع الشِّقاق بين أمل والحزب وبين الحزب وجمهوره.
لكنّ مشروع الضغط الذي تريده بولا يعقوبيان ونواف سلام اليوم قبل الغد يتعرقل لسبب بسيط: مجازر النظام السوري الجديد واضطهاداته تعزّز موقف الحزب، لا بل هي تُعينه في جذْب حجّة تُقنع المسيحيّين وغيرهم في لبنان. لو أنّ الحزب تخلّى عن سلاحه، يصبح الشيعة في لبنان بين شاقوفَين، جنوباً وشرقاً.
لنفترض أنّ الجميع في مجلس الوزراء وافق بالإجماع (مع وزيرَي الحزب الصامتَين) فكيف يمكن للحكومة أن تنفّذ قرار نزْع السلاح؟
هل يرسلون الفوج المجَوقل؟ كان جوزيف عون يقول للأميركيّين عندما كان قائداً للجيش إنّ الفكرة هي بداية حرب أهليّة. لم يتغيّر السيناريو.
ان ما ينشر من اخبار ومقالات لا تعبر عن راي الموقع انما عن رأي كاتبها